الاشتباكات المتجدّدة في السودان تحصد المزيد من الضحايا المدنيين
لم تزل المعارك المتجددة في السودان تحصد المزيد من الضحايا المدنيين، وتفاقم معاناة السودانيين، وسط انسداد الأفق نحو التوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع الدائر بين طرفي النزاع، (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع)، والذي خلف حتى اليوم ملايين النازحين في الداخل ومئات الآلاف من اللاجئين إلى دول الجوار، فضلا عن تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية التي تنذر بكارثة إنسانية كبرى وفق تحذيرات أممية.
حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة أحياء جنوب وشرق المدينة. وأفادت وسائل إعلام اليوم بمقتل 3 مدنيين بينهم طفلة جراء سقوط قذيفة على منزلهم في حي الديم بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وقصف الجيش مواقع للدعم السريع في أحياء الديم والسوق الشعبي وحي الصحافة وامتداد الدرجة الثالثة وجبرة جنوبي الخرطوم، فيما ردت الدعم السريع من مواقعها شرقي الخرطوم بقصف عنيف على مواقع الجيش.
وشهدت منطقة اللاماب بحر أبيض المجاورة لسلاح المدرعات، معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمدفعية خلفت قتلى وجرحى، وتسبب القصف من جانب الدعم السريع لنواحي الثورات شمال أم درمان لانهيار عدد من المنازل.
واتسع نطاق الاشتباكات في عدد من مدن السودان، لاسيما مدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان، حيث شهدت المدينة أعمال عنف كبير ونهب للممتلكات والمصارف والمقرات الحكومية.
وفي أم درمان، تواصلت الاشتباكات صباح اليوم الأحد في وسط المدينة وسمع دوي انفجارات عنيفة في أنحاء متعددة منها.
ويأتي ذلك وسط التحليق المكثف للطائرات الحربية التابعة للجيش في أنحاء متفرقة من العاصمة، فيما حاولت المضادات الأرضية التابعة لقوات الدعم السريع التصدي لها.
في غضون ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة الفولة غربي كردفان لتأمينها، فضلا عن تأمين حقول البترول في عدد من المناطق.
ومع استمرار القتال في السودان منذ 15 نيسان الماضي لم تتوقف التحذيرات الأممية من خطر وصول الكارثة الإنسانية التي يشهدها هذا البلد إلى نقطة يصعب الرجوع عنها، لاسيما في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتعرض المستشفيات ومنشآت المياه لهجمات على خلفية الصراع، فضلاً عن نهب المستودعات والمكاتب الإنسانية.