وسط تعدد الشكاوى والمعاناة.. هل سيحصل الفلاح على كامل مخصصات المازوت هذا الموسم

 

تثار دائماً التساؤلات حول دور وزارة الزراعة والاستصلاح الزراعي في دعم القطاع الزراعي وضمان ارتباط الفلاح بأرضه مع تكاثر الخطوب على كاهله والزيادات المتلاحقة في أسعار المستلزمات الإنتاجية، وصعوبة توفيرها، وعلى وجه التحديد المازوت الزراعي الذي ورغم كثرة الآليات والاجتماعات الناظمة له، بقي الفلاح في حالة شكوى من عدم حصوله إلا على ما يقارب جزءاً يسيراً من احتياجاته المتعددة من المادة، فيما يحصل على الباقي بالسعر غير المدعوم، ناهيك عن اضطرار الفلاح لانتظار حصته من المازوت لأيام أمام الكازيات وما ينجم عن ذلك من ابتزاز وتلاعب، وما تردد عن سوء التوزيع ضمن المناطق والمحافظات؟ الدكتور أحمد دياب، مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة، أكد في لقاء مع “البعث” أنه فور إعداد الخطة الزراعية واعتمادها تسارع وزارة الزراعة لبدء توزيع مستلزمات الإنتاج على الفلاحين، ولا سيما المازوت الزراعي والسماد، وغيرها من المواد، كما تحرص على دعمها بأشكال مختلفة من الممكن أن تأخذ شكل تسهيلات وقرارات بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية، مثل منح عدد من التسهيلات لمستورديها، بهدف تأمين جميع المستلزمات، وخاصة للزراعات والمحاصيل الاستراتيجية.

ولفت إلى أن المازوت الزراعي تمت أتمتته منذ العام الماضي، وتم لقاء الفلاحين والاتحادات وأكدوا الارتياح حيال الآلية الجديدة لجهة الإيصال وفترة الوصول وتنظيم وتدقيق الحيازات الزراعية بصورة فعلية، مبيناً في الوقت نفسه أن إدخال البيانات للموسم الحالي تم بتاريخ الـ 15 من الشهر الجاري بعد توزيع الواجهات البرمجية على جميع المديريات في المحافظات والانتهاء من تدريب أغلبية الفنيين على الإدخال، كما سيتم تدقيق البيانات مع المساحات للحيازات في كل محافظة تلافياً لأي خطأ، حيث ستبدأ عمليات الإدخال حسب الأولوية من المحاصيل الشتوية، والقمح، والشعير، ووفقاً للكميات المتوفرة من المادة، ومن ثم سترسل الرسائل للفلاحين على جوالاتهم أو عبر برنامج “وين” لتحديد الكازيات الأقرب، أو حتى عبر الصهاريج، وفق توفر المادة للاستلام منها بعد انتهاء الحصر والتدقيق، وذلك بكمية 5 ليتر لكل دونم “لخدمات الأرض”، فضلاً عن كميات لاحقة “للري”، وستوزع كميات المازوت الزراعي على ثلاث دفعات وفقاً للكميات المتوفرة من المادة، وكل من يستحق كمية 50 ليتر فما دون من الفلاحين سيحصل عليها دفعة واحدة لتوفير عناء ومشقة الاستلام والتنقل عليه، كذلك ستكون الأولوية في إرسال الرسائل لمن لم يستلم مخصصاته من المازوت بسبب خلل ما أو بسبب عدم تمكنه من إبراز الوثائق التي تخوله الحصول عليها، وبعد ذلك سيتم البدء بتوزيع مخصصات الأشجار المثمرة ويليها المحاصيل الصيفية والزراعات التكثيفية والبيوت المحمية سواءً في الساحل السوري أو غيره من المناطق.

وشدد الدكتور دياب على العمل على تلافي جميع الثغرات التي ظهرت خلال توزيع المازوت خلال العام الماضي، والسعي الحثيث للبحث عن آليات أفضل تؤمن وصول الدعم لمستحقيه في جميع المحاصيل والأصناف الزراعية، وإقامة اللقاءات المتكررة مع الفلاحين والاتحادات والغرف الزراعية والنقابات لمناقشة آلية التوزيع وإنهاء سلبياتها على أرض الواقع، 

ونوه دياب إلى أن خطة العمل الجديدة تم إدراجها في دليل استرشادي سيكون في متناول الفلاح والإرشاديات وجميع الجهات المعنية للاطلاع عليها، وتحديد حقوق ومسؤوليات وأعمال كل جهة وكل حلقة من الحلقات بدقة ووضوح لا لبس فيه ولا غموض، كما أشار إلى أن القطاع الزراعي ضخم ومعقد ومتعدد المحاصيل والأصناف وفترات الري والزراعات، ما يولد العديد من الضغوط والتشابكات التي تؤدي إلى بعض الأخطاء، ومع ذلك تسعى الوزارة إلى التنسيق مع الجميع لحلها وتلقي جميع الملاحظات لتلافيها سواءً بشكل مباشر أو عبر كتب الاتحادات التي هي الناطق باسم الفلاح.

وقال دياب: إن القطاع الزراعي أصبح مؤتمتاً بالكامل فيما يخص توزيع المازوت الزراعي بما فيه المباقر والمداجن ومنشآت الفطر والمشاتل وغيرها من المنشآت، بهدف إيصال المادة لمستحقيها وضمن الفترة اللازمة سواءً لخدمة الأرض أو الري أو حتى التربية “للقطاع الحيواني”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى